للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماء، وهي التي لا قرن لها، يقال: جمت الشاة جمًّا من باب تعب: إذا لم يكن لها قرن، والذكر أجم، وفائدة الوصف بجم نفي ما يكسبهنَّ سماجة، والبرد بفتحتين حبّ الغمام، والمنهم: الذائب، قال الجوهريّ: انهمَّ البردُ والشحم: ذاب، وهمّه: أذابه. شبّه ثغر النساء بالبرد الذائب في اللطافة والجلاء، والثغر: أصله المبسم، ويُطلق على الثنايا.

وقوله: تحت العرانين: متعلق بمحذوف على أنه صفة ثانية للبرد والعرانين: جمع عرنين، وهو ما تحت مجتمع الحاجيين من الأنف، والشّم: جمع أشم وشماء، والشمم: ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاه، فإن كان احد يداب فهو القنا والأنف، والرجل أقني والأنثى قنواء. وترجمة العجاج تقدمت في الإنشاد الثاني عشر من أوائل الكتاب.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد المائتين]

(٢٩٦) ما يرتجى وما يخاف جمعًا ... فهو الَّذي كاللَّيث والغيث معا

على أنه يتعين أن تكون الكاف حرفًا لوقوعها صلة للموصول. قال ابن جني في "سرّ الصناعة"/ الكاف الجارة على ضربين: حرف واسم، فأمّا الحرف: فما لم يقع مواقع الأسماء، وذلك [نحو] قولك: مررت بالذي كزيد، فالكاف هنا حرف لا محالة، لأنّك لو قلت: مررت بالذي مثل زيد، أو مررت بالذي [مثل] جعفر، لكان خلفًا وقبيحًا من الكلام حتى يظهر الضمير المبتدأ المحذوف، فتقول: مررت بالذي هو مثل زيد، ومررت بالذي هو [مثل] جعفر، فإجماعهم على استحسان "مررت بالذي كزيد" دلالة على أن الكاف حرف جرّ، وأنه بمنزلة قولك: مررت بالذي في الدار، وهذا استدلال سيبويه، وهو الصواب الذي لا يعدل عنه. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>