للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صار حب بفتح الأول، والإدغام في الصورتين واجب، لاجتماع المثلثين، وفاعله الموقدان، اسم فاعل من أوقدت النار إيقادا، أي: شعلتها، وأما الوقدان فلا يصح، لأن وقد لازم، يقال: وقدت النار وقدا ووقودا، أي: اشتعلت، والنار واقدة، أي: مشتعلة. وموسى وجعدة: هما المخصوصان بالمدح، وهما ولداه، وهذا من باب التشوق والحنين إليهما بعد مفارقتهما للوفود إى هشام بن عبد الملك، ولو للتمني، وأضاءهما: أراهما، فإن أضاء يأتي متعديا كما هنا، والوقود: بفتح الواو: الحطب المشتعل، وروي: "إذ أضاءهما"، وهي الرواية المشهورة، وهي ظرف عاملها حب، وإنما مدحها بإيقاد النار، لأنه يدل على الكرم ومحبة الضيوف، وهذا شأن الكرام من العرب وقال السيوطي: موسى وجعدة عطف بيان للموقدين، وإذا أضاءهما: بدل اشتمال منهما، هذا كلامه، وترجمة جرير تقدمت في الإنشاد الحادي عشر.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد التسعمائة]

(٩١٩) قد يؤخذ الجار بذنب الجار

قال الميداني في "أمثاله": هذا مثل إسلامي، وهو في شعر الحكمي، يعني أبا نواس، الحسن بن هانئ، وقال الشريشي في شرح المقامة الأربعين عند قول الحريري: "إنه ممن يدور خلف الدار، ويأخذ الجار بالجار": العرب تسمى فرج المرأة الجار، ودبر المرأة الجارة، وأخذ الحريري من قول أعرابي [جاء لامرأته]، وقد اغتلم، واشتدت شهوته، وأنعظ، فلما قرب منها، وهجم عليها، قالت له:

<<  <  ج: ص:  >  >>