الإنسان، وعدم تذكره له، وقد استعمل فيمن تركه إهمالا وإعراضا، يقال: غفلت عن الشيء غفولا، من باب قعد، كذا في "المصباح"، وقوله: فاصطنعني، أي: اجعلني موضع الصنيعة منك، وهي الفعل الجميل، وتطلق الصنيعة على الذي ينعم عليه، يقال: فلان صنيعة فلان، والصحيح رواية الجمهور: فانتصحني، أي اقبل نصحي، يقال: نصحته نصحا ونصيحة، ونصحت له، وهو الإخلاص والصدق في المشورة والعمل، وقوله: فكيف: ظرف عاملة تقديره: فكيف أغفل شكرك، والحال أن أكثر مالي من عطائك، والجل بضم الجيم: معظم الشيء. وترجمة النابغة الذبياني تقدمت في الإنشاد الثالث والعشرين.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد التسعمائة]
(٩١٢) يا ليت حظي من نداك الضافي ... والفضل أن تتركني كفاف
قال الصاغاني في "العباب": كفاف: هذا البيت من قولهم: دعني كفاف، أي كف عني وأكف عنك، أي: ننجو رأسا برأس. انتهى. وعليه فهو اسم فعل قد جاء على بابه، وهذا من أرجوزة طويلة تزيد على ثمانين بيتا لرؤبة بن العجاج يعاتب بها أباه منها: