قوله:"فلا عمر الذي أثني إليه"، يعني، ومدة بقاء الله الذي أنهي ثنائي وحمدي إليه، ولا: نفي لمحذوف، وتقديره: ليس الأمر كذلك والله، كما قيل في قوله تعالى:(لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)[القيامة/١] ونحوه. والعمر والعمر، بالفتح والضم: مدة البقاء، وخص المفتوح بالقسم لكن مع اللام، ولم يأت بها هنا. قال أبو حيان في "شرح التسهيل" بعد إنشاد هذا البيت وما بعده: روي بنصب عمر ورفعه، فالرفع على الابتداء، والنصب بإضمار أحلف بعد إسقاط الباء، التقدير: فلا بعمر الذي. وقال أبو جعفر النحاس: إذا قلت: عمر الله، وعمرك، جاز الرفع والنصب، وقد يجوز الخفض بجعل الواو للقسم، واستعمال عمر بدون لام قليل، فأما قول الطائي:
عمري لقد نصح الزمان وإنه ... لمن العجائب ناصح لا يشفق
فيحتمل أن يكون مرفوعا على الابتداء، وخبره محذوف، ويحتمل أن يكون منصوبا بفعل محذوف. انتهى.
وقوله: وما رفع الحجيج .. إلخ، قال الفارسي في "التذكرة": "ما" نصب عطفا على عمر، و"لا" في "فلا" نفي لكلام، الله لزيد قائم، وأضاف عمر إلى الذي، كقولك: لعمرك، إلا أنه لما لم يدخل لام الابتداء، سقط الفعل عليه مثل: الله لأفعلن، والجواب: لما أغفلت. انتهى.
والحجيج، جمع الحاج، وألال، بضم الهمزة: جبل عن يمين الإمام بعرفة، والذي رفعه الحجيج بألال هو رفع أصواتهم بالتلبية وذكر الله. وقوله: لما أغفلت إلخ. أغفلت الشيء إغفالا: تركته إهمالا من غير نسيان، والغفلة: غيبة الشيء عن بال