فلا خفَّف الرَّحمن ما بي من الهوى ... ولا أقلع الرَّحمن عن حبِّها حبِّي
فما سرَّني أنَّي خليُّ من الهوى ... ولو أنَّ لي ما بين شرقٍ إلى غرب
وقد أخذ أبو نواس معنى بيت كثير، ونقله إلى المدح فقال:
ملك تصوَّر في القلوب مثاله ... فكأنما لم يخل منه مكان
وترجمة كثير تقدَّمت في الإنشاد التاسع عشر من أوائل الكتاب.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة]
(٣٥٩) يا بؤس للحرب الَّتي ... وضعت أراهط فاستراحوا
على أن اللام مقحمة بين المتضايفين لتوكيد الاختصاص، قال ابن الشجري في (أماليه): قال أبو العباس المبرد: من قال: يا بؤسناً لزيد، جعل النداء بمعنى الدعاء على المذكور، وكذلك قول سعد بن مالك بن ضبيعة:
يا بؤس للحرب التي ... وضعت أراهط فاستراحوا
كأنه دعاء على الحرب، وأراد: يا بؤس الحرب، فزاد اللام. انتهى. وقد أوضح ابن جني توكيد الاختصاص في (إعراب أبيات الحماسة) فقال: أراد: يا بؤس الحرب، فزاد اللام توكيدًا للإضافة، ومثله بيت النابغة:
يا بؤس للجهل ضرَّارًا لأقوام
أي: يا بؤس الجهل. ومثل ذلك في زيادة الحرف لتوكيد المعنى به زيادة (لا) لتوكيد النفي قوله: