على أشعار القدماء. وقال أبو عمرو الشيباني: لولا أن أبا نواس أفسد شعره بهذه الأقذار، يعني: الخمور، لاحتججنا به، لأنه كان محكم القول لا يخطئ.
وديوان شعره مختلف لاختلاف جامعيه، فإنه اعتنى به جماعة، منهم أبو بكر الصولي، وهو صغير، ومنهم علي بن حمزة الأصفهاني، وهو كبير جدًا، وكلاهما عندي ولله تعالى الحمد، ومنهم إبراهيم بن أحمد الطبري المعروف بتوزون، ولم أره إلى الآن.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد المائة]
(١٧٤) قالوا أبو الصَّقر من شيبان قلت لهم ... كلّا لعمري ولكن منه شيبان
وكم أبٍ قد علا بابنٍ ذرى شرفٍ ... كما علت برسول الله عدنان
على أن ابن عصفور قال: إن الشرف قد يأتي إلى الأب من الابن، كما قال ابن الرومي في هذا الشعر، لأن الفرع قد يفوق الأصل بمآثر ومناقب، فيمدح أصله به وإن كان الأكثر في المدح توارث الشرف والسؤدد، كما قيل:
ورثنا الغنى والمجد أكبر أكبرا
والشعر من قصيدة طويلة عدتها مائتان وأربعة وثلاثون بيتًا مدح بها أبا الصقر إسماعيل بن بلبل، لما ولي الوزارة للمعتمد، مطلعها: