للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجنت لك الورد أغصانٌ وكثبان ... فيهنَّ نوعان تفَّاحٌ ورمَّان

وفوق ذينك أعنابٌ مهدَّلةٌ ... سودٌ لهنّ من الظَّلماء ألوان

وتحت هاتيك عنَّابٌ تلوع به ... أطرافهنَّ قلوب القوم قنوان

غصون بانٍ علها الدَّهر فاكهةٌ ... وما الفواكه مّما يحمل البان

ونرجسٌ بات ساري الطَّلِّ يضربه ... وأقحوانٌ منير النَّور ريَّان

ألفن من كلِّ شيءٍ طيِّبٍ حسنٍ ... فهن فاكهةٌ شتَّى وريحان

ثمار صدقٍ إذا عاينت ظاهرها ... لكنَّها حين تبلو الطَّعم خطبان

إلى أن قال في النسيب:

يا ربَّ حسَّانةٍ منهنّ قد فعلت ... سوءًا وقد يفعل الأسواء حسَّان

تشكي المحبَّ وتلفي الدَّهر شاكيةً ... كالقوس تصمي الرَّمايا وهي مرنان

إلى أن قال يخاطب نفسه:

إنَّ الرَّحيل إلى من أنت آمله ... أمرٌ لمزمعه بالنُّجح إيقان

فادع القوافي ونصَّ اليعملات له ... تجبك كلُّ شرودٍ وهي مذعان

إن لم أزر ملكًا أشجي الخطوب به ... فلم يلدني أبو الأملاك يونان

أضحى أبو الصَّقر فردًا لا نظير له ... بعد النبيِّ ومن والت خراسان

هو الذي حكمت قدمًا بسودده ... عدنان ثمَّ أجازت ذاك قحطان

قالوا أبو الصَّقر من شيبان قلت لهم ... كلاّ لعمري ولكن منه شيبان

وكم أبٍ علا بابنٍ ذرى شرفٍ ... كما علا برسول الله عدنان

<<  <  ج: ص:  >  >>