ومعنى البيت: إن الركاب التي منتهاها هذا الرجل لم ترجع خائبة، بل رجعت بالظفر بالمقصود ونيل المطلوب. انتهى.
والبيتان من قصيدة للقحيف العقيلي مدح بها حكيم بن المسيب القشيري ومنها:
إذا رضيت عليَّ بنو قشيرٍ ... لعمر الله أعجبني رضاها
ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في بحث "على".
والقحيف: شاعر إسلامي، ذكره الجمحي في الطبقة العاشرة من شعراء الإسلام، وهو شاعر مقل، كان يثبب بخرقاء محبوبة ذي الرمة، وهو القحيف ابن خمير بن سليم النَّدى، وينتهي نسبه إلى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر، والقحيف: بضم القاف وفتح الحاء المهملة، وخمير: بضم الخاء المعجمة وفتح الميم، وسليم: بضم السين وفتح اللام، وأضيف إلى الندى لاشتهاره بالكرم.
وقال الصاغاني في "العباب": رأيت بخط محمد بن حبيب في أول ديوان شعر القحيف: البدي؛ بالباء الموحدة وتشديد الياء، وعقيل بالتصغير: هو أخو قشير المنسوب إليه حكيم بن المسيب.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد المائة]
(١٦٢) كائن دعيت إلى بأساء داهمةٍ ... فما انبعثت بمزؤ ودٍ ولا وكل
على أن الباء زائدة في الحال أيضًا، والأصل: فما انبعثت مزؤودًا ولا. ولا كلاً، فزيدت الباء وعطف على مجرورها. وخرجه أبو حيان على تقدير: فما انبعثت بشخص مزؤود، أي: مذعور. ويريد بالمزؤود نفسه، على حد: رأيت منه أسدًا، فيكون من التجريد؛ وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله فيها مبالغة في كمالها فيه، والباء حينئذ للملابسة والمصاحبة، متعلقة بمحذوف تقديره: