[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد التسعمائة]
(٩١١) لما اغفلت شكرك فاصطنعني ... فكيف ومن عطائك جل مالي
على أن لام الابتداء دخلت على "ما" النافية لشبهها صورة لـ"ما" الموصولة، قال ابن السراج في "الأصول": ولا تدخل اللام على "ما" لأن اللام تحقيق، و"ما" نفي، وقالوا في قول الشاعر:
لما أغفلت شكرك فانتصحي .. البيت
أنه توهم الذي والصلة. انتهى. ونقل أبو حيان هذا الكلام في تذكرته، وأرفه بقوله: وأجود من هذا أن تجعل اللام زائدة. انتهى. وقال أبو علي الفارسي في "البغداديات" بعد إنشاد البيت: أدخل اللام على "ما" النافية كما يدخلها على الموصول وهو شاذ.
والبيت من قصيدة للنابغة الذبياني يتنصل فيها عما اتهم به عند النعمان بن المنذر، وهرب منه إلى ملوك الشام، وقبله:
ومن يعرف من النعمان سجلا ... فليس كمن تنبه في الضلال
فإن كنت امرأ قد سؤت ظنا ... بعبدك والحطوب إلى تبالي
فأرسل في بني ذبيان واسأل ... ولا تعجل إلي عن السؤال
فلا عمر الذي أثنى عليه ... وما وقع الحجيج على ألال
لما أغفلت شكرك فانتصحني ... فكيف ومن عطائك جل مالي
ولو كفي اليمين بغتك خونا ... لأفردت اليمين من الشمال