للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شطن، وهو حبل البئر، يريد: أن الرماح في صدر هذا الفرس بمنزلة حبال البئر من الدلاء، لأن البئر إذا كانت كثيرة الحزقة، اضطربت الدلو فيها، فجعل لها حبلان لئلا تضطرب، فذانك الحبلان الشطنان، واللبان، بفتح اللام: الصدر والأدهم فرسه. انتهى. يقول: قد كانوا يدعونني في حال إصابة رماح الأعداء صدر فرسي ودخولها فيه، ثم شبهها في طولها بالحبال التي يستقى بها من الآبار، وترجمة عنترة، تقدمت في الإنشاد السابع والسبعين بعد المائتين.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الستمائة]

(٦٥٤) قالت له وهو بعيش ضنك ... لاتكثري لومي وخلي عنك

على أن الأصل فيه قالت له: أتذكر قولك لي، إذ ألومك في الإسراف والإنفاق: لا تكثري لومي. وهذا من "درة الغواص" للحريري وهذه عبارته فيها: من أبيات المعاني، قول الراجز: قالت له وهو .. إلى آخره، ومعناه: أن هذا الرجل المخاطب كان يبذر في ماله، فإذا عذلته زوجه على إسرافه قال لها: لا تكثري لومي، وخل عنك، فلما نفد ماله، وساءت حاله، قالت له: أما تذكر قولك عند نصيحتي لك: "لا تكثري لومين، وخلي عنك"، وقصدت أن تندمه على إضاعة ماله، وتبين له فيالة رأيه. انتهى كلمه. والضنك: الضيق في كل شيء وهو للمذكر والمؤنث، لأنه مصدر وصف به.

<<  <  ج: ص:  >  >>