فهو جديد: إذا صار غضا طريًا، والأصائل: جمع أصيل، وهو ما بعد صلاة العصر إلى الغروب، والبلد يطلق على كلّ موضع من الأرض عامرًا كان أو خلاءً، ومثله البلدة، وفي التنزيل:{إلى بلدٍ ميتٍ}[فاطر/ ٩] أي إلى أرض ليس بها نبات ولا مرعى، فيخرج ذلك بالمطر فترعاه أنعامهم، فأطلق الموت على عدم النبات والمرعى، وأطلق الحياة على وجودهما. والبيتان لم أقف على قائلهما، والله أعلم.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة]
(٣٤٥) يا عاذلاتي لا تردن ملامتي ... إنَّ العواذل لسن لي بأمير
على أنَّ قوله:"لا تردن ملامتي" أبلغ من قولك: لا تلمنني. وقد أورده ابن جني في باب الاكتفاء بالسبب من المسبب، وبالمسبّب من السّبب من كتاب "الخصائص" وقال: هذا موضع شريف لطيف، وواسع لمتأمله كثير، وكان أبو علي -رحمه الله- يستحسنه ويعني به، وذكر منه مواضع قليلة، ومرَّ بنا نحن منه ما لا نكاد نحصيه .. إلى أن قال: ونحو منه ما أنشده أبو بكر:
قد علمت إن لم أجد معينا ... لأخلطنَّ بالخلوق طينا
يعني امرأته، يقول: إن لم أجد من يعيني على سقي الإبل، قامت واستقت معي، فوقع الطين على خلوق، فاكتفى بالمسبب الذي هو اختلاط الطين بالخلوق، من السبب الذي هو الاستقاء معه. ومثله قول الآخر:
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي ... البيت
أراد لا تلمنني، واكتفى بإرادة اللوم منه، وهو تال لها ومسبّب عنها. انتهى.
وأورده أبو حيان في "تذكرته" عن الإمام المرزوقي بأن فعيلًا قد يكون للجمع، يقال: في الدار نساء كثير، وقال الشاعر:
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي ... البيت.
وقال الجوهري في مادة "ظهر" والظهير: المعين، ومنه قوله تعالى: