للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده, وهو الانشاد التاسع والعشرون]

(٢٩) أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا ... جهارًا ولم تغضب لقتل ابن خازم

على أنه محمول على إقامة السبب مقام المسبب, والأصل: أتغضب إن افتخر مفتخر بسبب حزه أذني قتيبة, إذ الافتخار بذلك مسبب عن الحز, أو على معنى التبين, أي: أتغضب إن تبين في المستقبل أنا أذني قتيبة حزتا فيما مضى, الأول هو تأويل السيرافي, وتبعه ابن السيد, قال فيما كتبه على «كامل المبرد»: ومن روى إن بكسر الهمزة, وهو رأي سيبويه, فوجهه أنه وضع السبب في موضع المسبب, كأنه قال: أتغضب إن افتخر مفتخر بجز أذني قتيبة, كما قال الآخرك

إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن ... البيت

المعنى: إن افتخروا بقتلك الذي هو سبب ذلك, انتهى. والتأويل الثاني مشهور مذكور في «الكشاف» وغيره كما يأتي في البيت الذي بعد هذا. وقال ابن الحاجب في «شرح المفصل»: التقدير: إن ثبت حز أذنيه, ليكون الشرط مستقبلا, قال المحقق الرضي: وليس بشيء, لأن الفرض أن ذلك ثابت, فلم يفرض ثبوت الثابت, وإنما جاء هذا على قلة, فإنه قد يستعمل الماضي في الشرط متحقق الوقوع, وإن كان بغير لفظ كان, لكنه قليل. انتهى.

وفي «المسائل القصرية» لأبي علي: اعترض أبو العباس المبرد على إنشاد هذا البيت بالكسر, فقال: قتل قتيبة قد مضى, وإن للجزاء, والجزاء يكون لما يأتي, فلا يستقيم أن تقول: إن قمت قمت, وقد مضى قيامه. قال أبو علي: إنما يريد: أفتغضب كلما وقع هذا الفعل, أي: مثل هذا الفعل, وإذا كان

<<  <  ج: ص:  >  >>