قال الدماميني: سرى بمعنى سار, وإسناده إلى الليل مجاز. وقال ابن وحيي: أي ذهب ليلي بالألم والمحنة, ولا حاجة إلى إخراج سرى من حقيقته, وهو الذهاب بالليل, لأن الليل لا يذهب بالنهار, وهو ظاهر. انتهى.
والكثيب: المنكسر من الحزن, وتنأى: تبعد, والنوى: الوجه الذي ينوبه المسافر من قرب أو بعد, وهي مؤنثة لا غير, كذا في «الصحاح» وغضوب كصبور: اسم امرأة, ولذا لم يصرفه. والباء للتعدية, أي: لمخافة أن تجعلها النوى نائية عني. وقال أبو بكر محمد بن القاسم بن باشر الشهير بابن الأنباري في كتاب «الأضداد» قال الفراء: «إن» في هذا البيت بمعنى قد, وقال: لا تكون إن بمعنى قد حتى تدخل معها اللام, أو ألا, فإذا قالت العرب: إن قام لعبد الله, و: ألا إن قام لعبد الله, فمعناه: قد قام عبد الله, قال الشاعر:
ألا إن سرى ليلي فبت كئيبا ... البيت
معناه: قد سرى همي. وقال الآخرك
ألا إن بليلٍ بان مني حبائبي ... وفيهن ملهى لو أردن للاعب
معناه: قد بان مني حبائبي بليل, وقال في إدخال اللام:
هبلتك أمك إن قتلت لمسلما ... وجبت عليك عقوبة المتعمد
معناه: قد قتلت لمسلمًا, انتهى كلامه.