وتقدم شرحه قريباً في الثامن والخمسين بعد الخمسمائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الخمسمائة]
(٥٨٤) ووالله لولا تمره ما حببته
على أن الواو الأولى للعطف، والثانية للقسم، وروي:"وأقسم لولا تمره" فلا شاهد فيه، وعلى كل الروايتين معطوف على أحب أول الشعر وهو هذا:
أحب أبا مروان من أجل تمره ... وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق
ووالله لولا تمره ما حببته ... ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
وفيه إقواء. ورواه المبرد في "الكامل" هكذا:
وأقسم لولا تمره ما حببته ... وكان عياض منه أدنى ومشرق
فلا إقواء، قال الجوهري: يقال أحبه فهو محب، وحبه يحبه، بالكسر، فهو محبوب، وأنشد البيتين، وقال: هذا شاذ، لأنه لا يأتي في المضاعف يفعل، بالكسر، إلا ويشركه يفعل، بالضم، إذا كان متعدياً ما خلا هذا الحرف. انتهى.
قال المبرد في "الكامل"، وكل شيء كان على فعلت من المدغم، فمضارعه إذا كان متعدياً إلى مفعول يكون على يفعل، نحو: رده يرده، وشجه يشجه، وفره يفره. فإذا قلت: فر يفر، فإنما ذلك لأنه غير متعد إلى مفعول، ولكن تقول: فررت الدابة أفره، وجاء فعل يفعل من المتعدي في ثلاثة