فامتنع وأطعم كتابه لرسوله, وكتب عبد الملك إلى بكير بن وساج, وكان خليفة ابن خازم على مرو, وتعهده على خراسان ووعده ومناه, فخلع بكير ابن خازم ودعا إلى عبد الملك, فأجابه أهل مرو, وبلغ ابن خازم فخاف أن يأتيه بكير فيجتمع عليه أهل مرو وأهل نيسابور, فترك بجيرًا وأقبل إلى مرو, فاتبعه بجير فلحقه على قرية على ثمانية فرساخ من مرو, فقاتله ابن خازم, وكان الذي قتله وكيع بن عمرو القربعي, وأقبل بكير في أهل مرو, فوافاهم حين قتل ابن خازم, فبعث برأسه إلى عبد الملك, وكان ذلك في سنة اثنتين وسبعين من الهجرة.
وترجمة الفرزدق تقدمت في الشاهد الثاني.
[وأنشد بعده, وهو الانشاد الثلاثون]
(٣٠) إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة ... ولم تجدي من أن تقري به بدًا
أورده صاحب «الكشاف» عند قوله تعالى: {كلا سنكتب ما يقول} من سورة مريم {آية /٧٩] , قال: فإن قلت: كيف قيل: سنكتب بين التسويف, وهو كما قاله: كتب, من غير تأخير, قال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق/١٨] قلت: فيه وجهان, أحدهما: سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله, على طريقة قوله: «إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة» أي: تبين وعلم بالانتساب أني لست بابن لئيمة. انتهى. وكذا قال القاضي, وسبقهما الفراء, قال في تفسيره من سورة البقرة عند قوله تعالى: {فلم تقتلون أنبياء الله من قبل} [الآية / ٩٠] يقول القائل: إنما تقتلون