للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنث المستتر فيه, وهو خطاب مع جرير بدليل ما بعده, والحز: بالحاء المهملة والزاي المشددة: القطع, وحز الأذنين كناية عن القتل, لأن القتيل قد تقطع أذنه للتشويه, وجهارًا, أي: حزًا جهارًا, أو غضبًا جهارًا, وابن خازم: بالخاء والزاي المعجمتين, يريد أن قيسًا غضبت من أمر يسير ولم تغضب لأمر عظيم, وقد أنكر منها هذا على سبيل الاستهزاء, والشاحجات بتقديم المهملة على الجيم: البغال, والشحيج صوتها, يريد بغال البريد, والرسيم: نوع من السير.

وقتل قتيبة في خراسان سنة ست وتسعين من الهجرة, وسبب قتله أنه كان واليًا على خرسان من قبل عبد الملك وابنه الوليد بن المهلب, فخلع سليمان ودعا الناس إلى خلعه, فلم يجبه أحد, فغضب وسبهم طائفة طائفة وقبيلة قبيلة, فغضب الناس واجتمعوا على خلع قتيبة, وكان أول من تكلم في ذلك الأزد, فأتوا حصين بن المنذر فقالوا: إن هذا قد خلع الخليفة, وفيه فساد الدين والدنيا, وقد شتمنا فما ترى؟ فأشار أن يأتوا وكيع بن حسان الغداني ثم التميمي, وكان وكيع مقدمًا لرباسته على تميمو وكان قتيبة قد عزله فحقد عليه وكيع, فلما أتوه وسألوه أن يلي أمرهم فعل, فبلغ أمره قتيبة فأرسل إليه يدعوه, فلبس وكيع سلاحه ونادى في الناس, فأتوه فركب وخرج, واجتمع إلى قتيبة أهل بيته وخواص أصحابه, فكبروا وهاجوا, فقتل عبد الرحمن أخو قتيبة, وجاء الناس حتى بلغوا فسطاط قتيبة فقطعوا أطنابه, وجرح قتيبة جراحات كثيرة, ثم نزل سعد وشق القسطاط, واحتز رأس قتيبة. وقتل معه من أهله وإخوته أحد عشر رجلًا, فأرسل وكيع رؤوسهم إلى سليمان.

وأما ابن خازم, فهو عبد الله بن خازم السلمي, كان أمير خراسان من قبل ابن الزبير, ولما قتل مصعب بن الزبير كان ابن خازم يقاتل يجير بن ورقاء التميمي بنيسابور, فكتب عبد الملك بن مروان إلى ابن خازم يدعوه إلى البيعة, ويطعمه خراسان سبع سنين,

<<  <  ج: ص:  >  >>