للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تك قيس في قتيبة أغضبت ... فلا عطست إلا بأجدع راغم

وهل كان إلا باهليًا مجدعا ... طغى فسقيناه بكاس ابن خازم

لقد شهدت قيس فما كان نصرها ... قتيبة إلا عضها بالأباهم

فإن تقعدوا تقعد لئام أذلة ... وإن عدتم عدنا بأبيض صارم

أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا ... جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم

فما منهم إلا بعثنا برأسه ... إلى الشام فوق الشاحجات الرواسم

وما أنت من قيس فتنبح دونها ... ولا من تميم في الرؤوس الأعاظم

قيس: أبو قبيلة, وهو قيس بن عيلان بن مضر, وباهلة: فخذ من قيس, ولجرير خؤولة في قيس, وقتيبة: هو ابن مسلم الباهلي, وأغضبت بالبناء للمفعول. وقوله: فلا عطست .. الخ, جملة دعائية وقعت جزاء للشرط, فلذا قرنت بالفاء, وأجدع, أي: أنف أجدع, أي مقطوع, والراغم: الذليل, وهو على النسبة, أي: ذي الرغام, وهو التراب, يقال: أرغم الله أنفه, أي: ألصقه بالتراب, وهو كناية عن الإذلال, وقوله: وهل كان إلا باهليًا, اسم كان ضمير قتيبة, ومجدعًا: يدعى عليه بالجدع, وهو قطع الأنف, وباهلة: قبيلة منحطة بين العرب, ولذا قيل:

وما ينفع الأصل من هاشم ... إذا كانت النفس من باهله

والأباهم: جمع إبهام, والأصل أباهيم حذفت ياؤه للضرورة, والعاجز عن الانتقام بعض إبهامه من غيظه.

وقوله: أتغضب إن أذنا .. الخ, فاعل تغضب ضمير قيس, وأنث الفعل لأنه أراد به القبيلة, والاستفهام للتعجب والتوبيخ, ويجوز أن يكون فاعله

<<  <  ج: ص:  >  >>