للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: كراهة اجتماع اللامين، قلنا: قد يكون النافي فلا يجتمع مقلان، وقد يقال: حمل علي ما فيه اجتماعهما طردًا للباب. انتهي. وقوله: وإن هو لم يعدم ... الخ، وهو ضمير راجع إلي ذي بصيرة، ويجوز أن يعود إلي الحق، ويعدم مضارع عدمته، من باب فرح، أي: فقدته، وخلاف: مصدر خالفه. وهذا البيت أيضًا لم أقف علي قائله وأصله، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الثلاثمائة]

(٣٨٠) أمسى أبان ذليلًا بعد عزَّته ... وما أبان لمن أعلاج سودان

علي أنَّ الكوفيين استدلوا به علي أنَّ اللام التي مع "إن" الخفيفة بمعني "إلا" وإن نافية، كما إذا كان بدل إن حرف آخر من حروف النفي، كما في هذا البيت، والمعني عندهم: وما أبان إلاَّ من أعلاج سودان.

وأجاب ابن مالك في "التسهيل" بأن الَّلام زائدة، كما نقله المصنف فيما يأتي، قال أبو حيان في "شرحه": فعلي تقدير ابن مالك نفي أن يكون أبان من أعلاج سودان، وعلي تقدير الكوفيين أثبت أنه منهم علي طريق الحصر، ويحتمل عندي أن يكون قوله، وما أبان، استفهامًا على سبيل التحقير، ويكون قوله: لمن أعلاج سودان، على إضمار "هو" أي: لهو من أعلاج سودان، وللاَّم لام الابتداء، دخلت على مبتدأ محذوف، ويكون المعني، علي شأن أبان، كما أنه كذلك في تقدير الكوفيين جملة، وفي تقديرنا جملتان. انتهي كلامه.

ومنه علم أنَّ ما قاله المصنف مأخوذ منه، وبين قول ابن مالك وقول الكوفيين تناف بالنفي والإثبات. قال الدماميني: ويمكن التوفيق بينهما بأن يجعل التنوين في سودان للتحقير علي القولين السابقين، وهما كون اللاَّم بمعني إلاَّ، وكونها للابتداء، أي: هو من أعلاج سودان حقراء، أو للتعظيم علي كون اللاَّم زائدة، أي: وما هو من أعلاج سودان عظام، بل هو من أعلاج سودان حقراء. انتهي.

<<  <  ج: ص:  >  >>