للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الأربعمائة]

(٤٣٨) لوْ شئتِ قد نفعَ الفؤادُ بشربةٍ ... تدعُ الحوائمَ لا يجدنَ غليلا

على أن جواب "لو" قد اقترن بقد وهو غريب، وهو من قصيدة لجرير هجا بها الفرزدق مطلعها:

لمْ أرَ مثلكِ يا أمامَ خليلا ... أناى بحاجتنا وأحسنَ قيلا

لوْ شئتِ قد نقعَ الفؤادُ بمشربِ ... يدعُ الحوائمَ لا يجدنَ غليلا

كذا في ديوانه، وأمام: مرخم أمامة، بضم الهمزة: امرأة، والخليل: الصديق، والأنثى خليلة، كذا في "العباب" وإنما لم يؤنثه للحمل على صديق، فإنه يقال: رجل صديق، وامرأة صديق. وأنأى: وصف لخليل، وهو أفعل تفضيل من النأءي وهو العبد، والقيل: القول، يريد أنها تقول ما لا تفعل، فقولها قريب حسن مطمع في حصول المراد، وهي أبعد بحصوله من كل شيء. وزعم العيني أن قوله: أنأى من قولهم أناءه الحمل: إذا أثقله وهو غير صحيح، لأن أفعل التفضيل لا يكون من غير الثلاثي، ولأن المراد من حسن القول قرب المأمول، ويقابله بعده، لا إثقاله وقوله: لو شئت .. إلخ، خطاب لتلك المرأة، قال شارح ديوان جرير: نقع: روي، يقال: نقع ينقع نقوعًا، والحائم: الطالب للحاجة، يقال: حام يحوم حؤومًا، وأصله من الحوم حول الماء، والغلي: العطش. انتهى. والمشرب: مصدر ميمي، والشربة: المرة من الشرب، وأراد به ماء ريقها، ويجدن بكسر الجيم، وروي بضمها في هذا البيت، قال ابن جني في "شرح تصريف المازني": وأما قول الشاعر: لا يجدنَ غليلًا، فشاذ والضمة عارضة، ولذلك حذفت الفاء كما حذفت الفاء كما حذفت في يقع ويزعُ، وإن كانت الفتحة هناك، لأن الكسر هو الأصل، وإنما الفتح عارض. انتهى.

ونقل أبو حيان من "نوادر القالي" في تذكرته أن العرب تقول: "يجد" إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>