للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد هذا أورد ابن الأنباري القصيدة أتم ما رواعا القالي.

وذو الإصبع العدواني اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل: حرثان بن محرِّث، هذا هو الكثير المشهور، وقيل العكس، وقيل غير ذلك، وحرثان، بضم أوله، وإسكان ثانية، ومحرث: اسم فاعل من التحريث، ونسبته إلى عدوان، بسكون الدال، واسمه: الحارث بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر، وإنما سمي. عدوان لأنه عدا على أخيه، فهمَّ بقتله، وقيل: فقأ عينه، وذو الإصبع: شاعر معمّر من شعراء الجاهلية، قال أبو حاتم في كتاب "المعمرَّين": عاش. ذو الإصبع، وهو حرثان بن المحرث العدواني، ثلاثمائة سنة، وقيل غير هذا، وهو أحد حكام العرب في الجاهلية، وسمي ذو الأصبع لأنه كانت له في رجله أصبع زائدة، وقيل: لأن حية نهشت أصبعه فقطعها، وقيل: لأن حية نهشته على أصبعه فشلت، أي: يبست واسترخت، وقد استقصينا ترجمته في الإنشاد الخامس والثمانين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد المائتين]

(٢٣٥) ومنهلٍ وردته عن منهل

على أن "عن" فيه بمعنى "بعد" قال أبو حيان: هذا مذهب كوفي، وتبعهم القتبي، وهذا المصنف، واستدلوا بقوله تعالى: {لتركبن طبقًا عن طبق} [الانشقاق /١٩] وبأبيات منها: {ومنهلٍ وردته عن منهل}.

ثم قال: وينبغي على قول الكوفيين ومن تبعهم أن تكون "عن" ظرفًا، لأنها بمعنى بعد، ولا أعلم أحدًا قال فيها إنها اسم، إلا إذا دخل عليها حرف الجر. وقال بعض أصحابنا: وقعت في هذه المواضع "عن" موقع "بعد"

<<  <  ج: ص:  >  >>