وقوله: يا عمرو إن لا تدع .. قد شرحناه مفصلًا في حاشيتنا في شرح البيت الثامن من "شرح بانت سعاد" للمصنف، وقال ابن الأنباري قال الأصمعي: العرب تقول: العطش في الرأس، وأنشد قول الراجز:
قد علمت أنِّي مروِّي هامها ... ومذهب الغليل من أوامها
إذا جعلت الدّلو في خطامها
والمعنى: إلا تدع شتمي أضربك على هامتك حيث تعطش، ويقال: إن الرجل إذا قتل فلم يدرك بثأره، خرجت هامة من قبره، فلا زال على ذلك حتى يُقتل قاتله. وقوله: ولا تقوت عيالي .. الخ، تقوت: من القوت بالقاف، والمسغبة: المجاعة، والعزاء: الضيق والشدة، وقوله: إني لعمرك .. الخ، أي لا أذخر صاحبي شيئًا ولا أمنّ عليه، وقيل: الممنون: المقطوع: وقوله: عفُّ يؤوس .. الخ، أي: أعف عما ليس لي، ولست بذي طمع، أيأس عما في يد غيري، والهون بالضم: الذل، وقوله: فما أمي براعية، أي: لست بابن أمة، عرَّض به وكان ابن أمة، وإنما خص رعية المخاض لأنها أشدُّ من رعية غيرها، ولا يمتهن فيها إلا من حقر ولم يُبال به. وقوله: وأنتم معشر زيد .. الخ، أي: زيادة على مائة، وزيد، بكسر الزاي، وأجمع أمره: عزم عليه. وقوله: لا يخرج الكره .. الخ؛ فعل وفاعل، وغير: مفعول، وهو مضارع أخرج، يقول: إذا أكرهت على الشيء لم يمكن عندي إلا الإباء له، أي: لا أعطي على القسر شيئًا، والمأبية: كالإباء.