إنِّي أبيٌّ ذو محافظةٍ ... وابن أبيٍّ أبيٍّ من أبيِّن
وأنتم معشرٌ زيدٌ على مائةٍ ... فأجمعوا أمركم كلًّا فكيدوني
فإن عرفتم سبيل الرُّشد فانطلقوا ... وإن جهلتم سبيل الرُّشد فأتوني
ماذا علىَّ وإن كنتم ذوي كرمٍ ... أن لا أحبَّكم إذ لم تحبُّوني
لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعًا تروِّيني
الله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عنّي ويجزيني
قد كنت أوتيكم نصحي وأمنحكم ... ودِّي على مثبتٍ في الَّدر مكنون
لا يخرج الكره منَّي غير مأبيةٍ .. ولا ألين لمن لا يبتغي ليني
هذا آخر ما رواه المفضل. قوله": لي ابن عّمٍ .. الخ، قال ابن الأنباري في شرحه: أراد أخلاقهما مختلفة، ولما قال: لي ابن عّمٍ؛ علم بأنهما اثنان مختلفان هو وابن عمه، وقوله: على ما كان من خلق، أي: من تخالق، أي: أخالفه ويخالفني، ونحن في تخالفنا مختلفان، وأنشد عن الكسائي:
ما كنت والقرّيّ جاري جنابًة
بنجدٍ ولا في الحفر مشتركان
وقوله: أزرى بنا ... الخ، يقال: أزرى به إذا قصر، وشالت نعامتنا: تفرق أمرنا واختلف، يقال عند اختلاف القوم: شالت نعامتهم، وزف رألهم، والرأل: فرخ النعام، وقيل معناه: جلوا عن الموضع، والمعني: تنافرنا فصرت لا يطمئن إليه ولا يطمئن إليَّ، ويقال: ألقوا عصاهم؛ إذا سكنوا فاطمأنوا،