فاسكت فإنك قد غُلبتَ ولم تجد ... للقاصعاء مآثرَ الأيامِ
ووجدتْ قومك فقؤوا من لؤمهم ... عينيك عندَ مكارمِ الأقوامِ
صغرت دلاؤهم فما ملؤوا بها ... حوضًا ولا شهدوا عراك زحام
أرداك حينك أن تعارض دارمًا ... بأدقةٍ متأشبين لئام
وحسبت بحر بني كليبٍ مصدرًا ... فغرقت حين وقعت في القمقام
في حومةٍ غمرت أباك بحورُها ... في الجاهليةِ كان والإسلامِ
وهذا البيت الأخير شاهد لزيادة كان عند لنحويين شرحناه مع هذه الأبيات في الشاهد التاسع والعشرين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الأربعمائة]
لا يأمَنُ الدهرَ ذو بغيٍ ولو مَلِكًا ... جنودُهُ ضاقَ عنها السهلُ والجبلُ
على أنَّ كان قد حذفت مع اسمها بعد لو، والتقدير: ولو كان ملكًا واسمها ضمير ذي بغي، ولا ناهية، ويجوز أن تكون نافية، فيكون الكلام خبرًا، ويأمن: فعل متعد، والدهر، مفعوله بتقدير مضاف، أي: تقلب الدهر ونحوه، ويجوز أن يكون ظرفًا لتنزيل يأمن منزلة اللازم، أي: لا يكون ذا أمن، والبغي: مصدر بغي على الناس، أي: ظلم واعتدى، والجندُ: الأنصار والأعوان، والواحد: جندي كروم ورومي، والبيت مشهور في كتب النحو، ولم يعرف قائله، والله أعلم.