بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم ... ولم تكثر القتلى بها حين سلت
واستوفينا الكلام عليه في الإنشاد الواحد والثمانين بعد الخمسمائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الستمائة]
(٦٥٠) صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
وصدره:
شجت بذي شبم من ماء محنية
وقبله:
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول
ضمير تجلو المستتر: عائد على "سعاد" المذكورة في مطلع القصيدة، وتجلو: تكشف وتظهر، من جلوت العروس: إذا أبرزتها وأظهرتها، وعوارض، جمع عارض: مفعول تجلو، والعارض: ما بعد الأنياب منا لأسنان، وقيل غير هذا، وذي بمعنى: صاحب، وموصوفه محذوف، أي: عارض ثغر ذي ظلم، بفتح الظاء المعجمة: هو ماء الأسنان، وقيل: بريقها وصفاؤها وشدة بياضها، وإذا: ظرف لتجلو. ومنهل: اسم مفعول من أنهله: إذا أورده النهل: بفتحتين وهو الشرب الأول، والراح: الخمر، ومعلول، من عله يعله، بضم العين وكسرها: إذا سقاه العلل، بفتحتين وهو الشرب الثاني، والمعنى: تشبيه ريح فمها بريح الخمر الطيبة، وخص التشبيه بحال ابتسامها تنبيهاً على لطف أخلاقها، ولأنها وقت الابتسام يظهر للعين محاسن الثغر.