[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد التسعمائة]
(٩١٦) ياما أميلح غزلانا شدن لنا ... من هؤليائكن الضال والسمر
على أنه صغر فعل التعجب تشبيها له بأفعل التفضيل، قال الشاطبي في "شرح الألفية": علل ذلك سيبويه بأنهم أرادوا تصغير الموصوف بالملاحة، كأنك قلت: مليح، لكنهم عدلوا عن ذلك وهم يعنون الأول، ومن عادتهم أن يلفظوا بالشيء وهم يريدون شيئا آخر. انتهى.
و"يا" حرف نداء، والمنادى محذوف، أي: يا صاحبي، والملاحة: البهجة وحسن المنظر، والغزلان، جمع غزلان: وهو ولد الظبية، قال أبو حاتم: الظبي أول ما يولد هو طلي، ثم هو غزلان، والأنثى غزالة، فإذا قوي وتحرك، فهو شادن، فإذا بلغ شهرا، فهو شصر، بالشين المعجمة والصاد المهملة المفتوحين، فإذا بلغ ستة أشهر أو سبعة، فهو جداية، بفتح الجيم للمذكر والأنثى، وهو خشف أيضا، والرشأ: الفتي من الظباء، فإذا أنثى، فهو ظبي، ولا يزال ثنيا حتى يموت، والأنثى ظبية، والثني: الذي يلقي ثنيته، أي سنة من ذوات الظلف والحافر في السنة الثالثة، يقال: أثنى فهو ثني فعيل بمعنى فاعل، وشدن: ماضي شدن الغزال، بالفتح يشدن، بالضم، شدونا: قوي وطلع قرناه، واستغنى عن أمه، وربما قالوا: شدن المهر، وأشدنت الظبية، فهي مشدن: إذا شدن ولدها، والنون الثانية ضمير الغزلان، فاعل شدن، والجملة صفة لغزلان، واللام ومن متعلقان بشدن، وقوله: من هؤليائكن، هو مصغر هؤلاء شذوذا، وأصله: أولاء بالمد والقصر، وها: