للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زائل، وغرد: وصف من غرد يغرد، من باب فرح، ويقال أيضًا: غرّد تغريدًا، أي: طرّب وغنّى، وقوله: غردًا يسنُّ .. إلخ، أي: يحدد، ومنه: سنّ السكين: إذا حدّدها، وسنّ الثوب: إذا صقله، وأراد بالزناد: الزند، وهو العود إلاَّعلى، والزندة: العود إلاَّسفل، وإلاَّجذم، بالجيم والذال المعجمة: وصف المكب، وهو المقطوع الكف، والمكب: اسم فاعل من أكب على الشيء إذا أقبل عليه. شبه الذباب الَّذي يحك إحدى ذراعيه بالأخرى برجل مقطوع الكفين، يوري زنادًا، فهو يمره بين ذراعيه، إذ لم تكن له كفإنَّ يمره بينهما، قالوا: هذا من عجيب التشبيه، ولم يقل أحد مثله في معناه.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

(٣٢٦) منْ كلّ كوماء كثيرات الوبر

على انه جمع الضمير في كثيرات مع إرادة الحكم على كلّ واحد. وتقدَّم عن السبكي إنَّ هذا بطريق المجاز لا الوضع الأصليّ، وقال إنَّ وحيّي: هذا مصراع من الرّجز التام، أو بيت تامّ من مشطوره. والمصنف كانه قال على ما قبله وما بعده، وعلم إنَّ المراد نسبة الحكم إلى كلّ واحد، مثل: كلّ رجل يشبعه رغيف، وفي لفظ "من" دلالة عليه، ولكن ضعيفة لا يعولّ عليها. انتهى. والكوماء، بفتح الكاف والمدّ: الناقة العظيمة السنام، والوبر- بفتحدين-للبعير كالصوف للغم.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

(٣٢٧) وما كلّ ذي لبًّ بمؤتيك نصحه ... وما كلّ مؤت نصحه بلبيب

على إنَّ أبن عصفور أجاز فيه إنَّ يكون من قبيل: "من كلّ كوماء كثيرات الوبر" ويكون مؤتيك أصله: مؤتين إيّاك، فلما أضيف إلى الضمير حذفت نونه. والحمل

<<  <  ج: ص:  >  >>