التأنيث من المضاف إليه، والعين هنا: مطر أيام لا يقلع، قاله الزوزني، وزاد الأعلم: ويقال: العين: ما نشأ من قبل القبلة من السّحاب، والثرة، بفتح المثلثة وتشديد الرّاء: الغزير. وروى النحاس وغيره:"جادت عليه كلّ بكر حرّة، وقال: البكر، بكسر الموحدة: السحابة في أول الريع التي لم تُمطر، والحرّة: البيضاء وقيل: الخالصة، وحرّ كلّ شيء: خالصه. قال إلاَّعلم: الحديقة مثل البستان يستقر فيه الماء، وهي الرّوضة. وقوله: كالدرهم، شبّه بياض الما، واستدارته حيّن امتلأت الحديقة منه بالدّرهم. وروي "كلّ قرارة" بفتح القاف، وهو الموضع المطمئن من إلاَّرض يجتمع فيه السيل، فكان القرارة مستقرّ السيلّ. وترجمة عنّترة بن شدّاد العبسي تقدَّمت في الإنشاد السابع والسبعين بعد المائتين.
ويعد هذا البيت:
سحّا وتساكبا فكلّ عشَّية ... يجري عليها الما، لم يتصرَّم
فترى الذّباب بها يغني وحده ... هزجا كفعل الشّارب المترنم
غردًا يسن ذراعه بذراعه ... فعل المكبَّ على الزَّناد إلاَّجذم
السح: الصبّ الشديد، والتسكاب مثله، وكلّ: منصوب على الظرف، والعشية: ما بعد الظهر إلى نصف الليل، ولم يتصرم: لم ينقطع، ونصب سحًا بجادت: لأنَّ معناه: سحّت وسكبت، وخصّ مطر العشي لانه أغزر، وقيل: لانه أراد الصّيف، وأكثر مطره بالعشي، والصيف عند العرب هو الَّذي تدعوه العامة الربيع.
وقوله: فتّرى الذباب بها .. الخ، يصف انها روضة كثيرة العُشب محصبة مكتهلة النبت، فالذباب يألفها ويغنّي بها، والهزج، بكسر الزاء: المتتابع الصوت، شبه غنا، الذباب بغناء الشارب، والمترنم: الَّذي يترنم بالغناء، أي: يمدّ صوته ويرجعه، وروي أيضًا: "وخلا الذّباب بها فليسّ ببارح غّردًا. وبارح: