والمؤمّل: هو ابن أميل بن أسيد المحاربي, والمؤمّل, بزنة اسم المفعول, وكذا أميل, وكلاهما من الأمل, وأسيد, بفتح الهمزة وكسر السّين.
قال صاحب "الأغاني": هو كوفيّ من مخضرمي الدَّولتين, الأمويّة, والعبّاسيّة, وكانت شهرته في العبّاسيّة أكثر؛ لأنّه كان من الجند المرتزقة معهم, ومن يخصّهم ويخدمهم من أوليائهم, وانقطع إلى المهدي في حياة أبيه, وبعده, وهو صالح المذهب في شعره, ليس من المبرزين الفحول, ولا من المرذولين في شعره, وله طبع صالح. انتهى.
وقد بسطنا ترجمته في شرح الشّاهد التّاسع والعشرين بعد السّتمائة من شواهد الرّضي.
[وأنشد بعده, وهو الإنشاد الموفي الأربعمائة]
(٤٠٠) لا همَّ إنَّ الحارث بن جبله ... زنا على أبيه ثمَّ قتله
وكان في جاراته لاعهد له ... وأيُّ أمرٍ سيِّيءٍ لا فعله
على أنَّ ترك تكرار "لا" هنا شاذّ, وهي مع الماضي بمعنى "لم" قال ابن الشجري في المجلس السّابع والستين من "أماليه": والثامن, أى من أقسام "لا" أنهم استعملوها بمعنى "لم" فألزموها الماضي, كقوله تعالى: {فلا صدَّق ولا صلَّى} [القيامة/ ٣١] أي: لم يصدِّق ولم يصلِّ, ومثله: {فلا اقتحم العقبة} [البلد/ ١١] ومن ذلك:
فأيّ أمرٍ سيِّئ لا فعله
وكذا قال في آخر المجلس الخامس والخمسين, قال: ومثل وضعه "لا" في موضع "لم" قول الآخر:
فأيّ أمرٍ سيِّئ لا فعله