أي لم يفعله. ومثله في التنزيل: {فلا اقتحم العقبة} أي: فلم يقتحم.
وأجود ما يجيء ذلك مكرَّرًا؛ كقوله تعالى: {فلا صدَّق ولا صلَّى} أي: فلم يصدِّق ولم يصلّ, ومثله قول الرّاجز:
وأيّ عبدٍ لك لا ألمًّا
أي: لم يلم بالذّنوب. انتهى.
وقال المصنّف "زنا" بتخفيف النّون, كذا رواه يعقوب، إلى قوله: وأناب "على" عن الباء، وأقول: هذا خلاف ما قاله يعقوب بن السِّكيت, قال في "باب ما يهمز فيكون له معنى, وإذا لم يهمز كان له معنى آخر": يقال: قد زنَّأ عليه, مثقلة مهموز: إذا ضيّق عليه, والزَّناء: الضيّق. وأنشد ابن الأعرابى:
لا همُّ إنَّ الحارث بن جبله ... زنَّا على أبيه ثمَّ قتله
وركب الشّادخة المحجَّله ... وكان في جاراته لا عهد له
فأيُّ أمرٍ سيِّيءٍ لا فعله
وقوله: ركب الشّادخة المحجَّلة, أى: ركب فعلةً قبيحةً مشهورة, ويقال: شدخت الغرَّة: إذا اتّسعت في الوجه, وكان أصله: زنَّا على أبيه, بالهمز, فتركه للضّرورة, وقد زنّاه من التّزنية, ويقال: قد زنأ في الجبل, يزنأ زنأ, مثل زنعًا, إذا صعد في الجبل, وقد زنا يزني, من الزّناء. إلى هنا كلام ابن السّكِّيت, وكذا في "تهذيب إصلاح المنطق" للخطيب التبريزي.
وقوله: والزّناء: الضيق, هو بالفتح والمدّ, مثل سماء, وقوله: وقد زنّاه, من التزنية, هذا من المعتل بمعنى: نسبه إلى الزّنا.