للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما ذكر المهموز المثقل ذكر المعتل المثقّل, وكذا ذكر المعتلّ المخفّف بعد المهموز المخفَّف, ومعنى كلّ منهما يغاير معنى الآخر. وكان المصنّف نقل ضبط هذه الكلمة, وتفسيرها من "أمالي ابن الشَّجري" قوله: زنا على أبيه, يروي بتخفيف النّون، وتشديدها؛ فمن رواه مخفَّفًا فمعناه: زنا بامرأة أبيه، ومن رواه مشدَّدًا فأصله زنَّأ, مهموز, ومعناه: ضيق عليه, وهذا القول أوجه, وهي رواية ابن السّكيّت. انتهى.

وأقول: لم أقف على راوية "زنا على أبيه" بتخفيف المعتلّ, وتفسيره بزنا بامرأة أبيه مع أنَّ المرأة لا ذكر لها, وكلّ من روى هذا الرَّجز رواه مشدَّدًا مهموز الأصل, مفسّرًا بالتّضييق, منهم الجوهري في "صحاحه" والأزهري في "تهذيبه" والصَّغاني في "عبابه" وخدمة "إصلاح المنطق" منهم يوسف بن السّيرافي, شارح أبياته, والخطيب التبريزي في "مهذّبه" وابن السيّد البطليوسيّ في شرحه, ومن المتقدّمين قبل ابن السّكيت, ابن الأعرابي في "نوادره" وتبعه أبو محمّد الأسود الأعرابي في "ضالة الأديب" ومنهم ابن حبيب في كتاب "المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام" ومنهم الحلواني في كتاب "أسماء الشّعراء المنسوبين إلى أمّهاتهم".

وأمّا القالي, فقد قال في "المقصود والممدود": وقال بعض اللّغويّين: زنّا فلان على فلان مثقلًا, بغير همز: إذا ضيّق عليه, وأنشد:

لا همَّ إنَّ الحارث بن جبله

إلى آخر الرّجز, فلم أر مخالفة في هذه الكلمة غير هذ, فإنّه حكم بالإعلال الظّاهر, ولم يخالف في معناها, وحكاه في "القاموس" قال: وزنّي عليه تزنية: ضيّق.

<<  <  ج: ص:  >  >>