للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الأربعمائة]

(٤٦٩) وجيرانٍ لنَا كانُوا كرامِ

على أنَّ كان عنده زائدة في البيت، وهذا نص سيبويه. وقال الخليل: إنَّ من أفضلهم كان زيدًا، على إلغاء كان، وشبّهه بقول الشاعر:

فكيفَ إذا رأيتَ ديارَ قَوْمي ... وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ

انتهى.

قال الأعلم: الشاهد فيه، إلغاء كان وزيادتها توكيدًا وتبيينًا لمعنى المضي، والتقدير: وجيران لنا كرام كانوا كذلك، وقد ردَّ المبرد هذا التأويل، وجعل قوله: لنا خبرًا لها، والصحيح ما ذهب إليه الخليل وسيبويه من زيادتها، لأن قوله: لنا، من صلة الجيران، ولا يجوز أن يكون خبرًا لكانوا، واللام للاختصاص، وقد أيد كلام، سيبويه، ورد توجيه المبرد، وقد أوردناه، وذكرنا ما للناس فيه من كلام في الشاهد الواحد والثلاثين بعد السبعمائة.

وروى علي بن حمزة البصري في "التنبيه على ما وقع من الأغلاط في نوادر أبي زياد" عن الجلودي في أخبار الفرزدق أنه حضر عند الحسن البصري فأنشدهَ:

أقولُ إذا رأيتُ ديارَ قومِي ... وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ

فقال له الحسن: كرامًا يا أبا فراس، فقال الفرزدق: ما ولدتني إلاَّ ميسانية إن جاز ما تقول يا أبا سعيد، قال: وأم الحسن من ميسان، فهذا ردّ الفرزدق عن نفسه، وقد أصاب، وتقدير قوله: وجيران كرام كانوا لنا. انتهى. وميْسانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>