إما منصوب على الظرف، أو على المفعولية، ويكون ترى من رؤية القلب، وتستدعي مفعولين الأول حيث، والثاني طالعًا، أو من رؤية البصر، ويكون حيث مفعولًا به، وطالعًا: حالًا من حيث لا من سهيل، لأن الحال من المضاف إليه ضعيفة، هذا كلامه، أقول: تقدم عن أبي علي أن حيث فيه مفعول به، وصرح به الرضي أيضًا، والمعنى عليه، ولا وجه للظرفية، وطالعًا: حال من سهيل، وإنما صح مجيء الحال من المضاف إليه، لأن المضاف شبه الجزء منه، لأن مكان سهيل معروف، قريب من الأفق لا يختلف، فهو كقوله تعالى:(أن اتّبع ملة إبراهيم حنيفًا)[النحل/١٢٣] ونقل عن النيلي أن طالعًا حال من حيث، لأن الحال من المضاف إليه ضعيفة، والتقدير: حيث سهيل طالعًا فيه، وحيث مفعول ترى. وإن جعلت ترى بمعنى تعلم، كان طالعًا مفعولًا، ولا يجوز أن يكون حيث ظرفًا لفساد المعنى. انتهى. وأقول: يتعين أن تكون الرؤية بصرية، لأن مفعولي الرؤية العلمية أصلها المبتدأ والخبر، ولا يصح حمل أحدهما على الآخر، وقد كتبت بأبسط من هذا في الشاهد الواحد بعد الخمسمائة من شواهد الرضي.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد المائتين]
(٢٠٣) حيثما تستقم يقدِّر لك الله ... نجاحًا في غابر الأزمان
على أن حيث إذا اتصل بها "ما" الكافة، ضمنت معنى إن الشرطية، وجزمت الفعلين كما في البيت، واحترز بالكافة عن ما الزائدة وما المصدرية: قال التاج التبريزي: وأما قوله: