للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: من عن يمين الخط، وكذلك قول الشاعر: غدت من عليه ... وكذلك كم بنيت في الاستفهام، فإذا صارت خبرًا بقيت على بنائها، فكذلك حيث إذا صارت اسمًا. انتهى. قال أبو حيان في "تذكرته" قال هشام: يقال: حيث زيدٌ عمروٌ، بفتح الثاء، ورفع زيد وعمرو، وحيث زيدٍ عمرو، بفتح الثاء وخفض زيد، وأما الفتح مع رفع زيد فمفارق للقياس، يجري مجرى قول من يقول: حيث زيد عمرو، فيضم الثاء، ويخفض بها زيدًا، قال:

أما ترى حيث سهيل طالعا

وقد حكوا عن العرب: حيث سهيلٍ، بضم الثاء وخفض سهيل، وهو فاسد العلة، لأن ضم الثاء يوجب رفع سهيل، كما فتح الثاء يوجب خفض سهيل، ولا ينبغي أن يبنى إلا على الأكثر والأعرف والأصح علة. انتهى. وقوله: فاسد العلة، يرده كلام أبي علي والرضي.

وقال العيني: هذا الشعر أنشده ابن الأعرابي، ولم ينشد تمامه، ولا عزاه إلى قائله، وقد قيل: إن قائله مجهول، وأنشد السيد السمرقندي تمامه في شرحه لـ"مقدمة ابن الحاجب":

نجمًا يضيء كالشّهاب لامعًا

وحيث: ظرف أضيف إلى سهيل، فلذلك جر سهيل، وطالعًا: مفعول ترى، وهو من رؤية البصر، فلذلك اقتصر على مفعول واحد، فإن قلت: ما محل حيث هنا؟ قلت: حيث هنا معرب، لأنه لم يضف إلى جملة، فهو

<<  <  ج: ص:  >  >>