للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالدة هي بنت أرقم أم كردم وكريدم ابني شعبة الفزاريين، وكردم هو الذي طعن دريد بن الصِّمَّة يوم قتل أخوه عبد الله.

وهذا المصراع وقع في شعر عبيد بن الأبرص الجاهلي أيضًا، لما قتله المنذر بن ماء السماء، قال له بعض الحاضرين: ما أشدّ جزعك للموت! فقال:

لا غزو من عيشةٍ نافذه ... وهل غير ما ميتةٍ واحده

فأبلغ بنيَّ وأعمامهم ... بأنَّ المنايا هي الرَّاصده

لها مدَّةٌ فنفوس العباد ... إليها وإن كرهت قاصده

فلا تجزعوا لحمامٍ دنا ... فللموت ما تلد الوالده

ووقع في شعر سماك بن عمرو الباهلي أيضًا، وهو أول من قال: "لا أطلب أثرًا بعد عين" وهو جاهلي أيضًا، ولما خيّر بين أن يقتل هو أو أخوه مالك -فقتلوه دون أخيه- قال:

فأقسم لو قتلوا مالكًا ... لكنت لهم حيَّةً راصده

برأس سبيلٍ على مرقبٍ ... ويومًا على طرقٍ وارده

فأمَّ سماكٍ فلا تجزعي ... فللموت ما تلد الوالده

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة]

(٣٥٣) لله يبقى على الأيَّام ذو حيد

على أنَّ اللام في الله هنا للقسم والتعجب معًا، وجملة "لا يبقى" بتقدير حرف النفي: جواب القسم، وفي اللام معنى التعجب أيضًا، ومراد المصنف أنَّ اللام لا تكون للقسم إلا وفيها معنى التعجب لا العكس، فإنه لا يلزم من كونها للتعجب أن يكون فيها معنى القسم، بدليل أنَّ المصنف لم يذكر كونها للقسم بدون تعجب، وهو صريح كلام سيبويه، قال في باب حروف الإضافة إلى المحلوف به: وذلك قولك:

<<  <  ج: ص:  >  >>