الدهر حقيقي إن كان قائل البيت جاهليًا, ومجازي إن كان إسلاميًا. والسراة بالفتح: الأشراف والأخيار. قال المحقق الرضي في «شرح الشافية»: وقالوا في سري سراة, والظاهر أنه اسم الجمع لا جمع. انتهى. ويؤيده قول السهيلي في «الروض الأنف»: لا ينبغي أن يقال في سراة القوم أنه جمع سري, لا على القياس, ولا على غير القياس, وإنما هو مثل: كاهل القوم, وسنامهم, والعجب كيف خفي هذا على النحويين, حتى قلد الخلف منهم السلف, فقالوا: سراة جمع سري, ويا سبحان الله: كيف يكون جمعًا له, وهم يقولون: جمع سراة: سروات. مثل: قطاة, وقطوات؟ يقالك هؤلاء من سروات الناس, كما يقال: من رؤوسهم, ولو كان السراة جمعًا ما جمع, لأنه على وزن الفعلة, ومثل هذا البناء في الجموع لا يجمع, وإنما سري فعيل من السرو, وهو الشرف, فإن جمع على لفظه قيل: سري وأسرياء, كغني وأغنياء, ولكنه قليل وجوده, وقلة وجوده لا تدفع القياس فيه, وقد حكاه سيبويه. انتهى كلامه. وروي «قحطان» بدل «عدنان» وفحطان: أبو عرب اليمن, وعلى هذه الرواية يجوز أن يراد بالسراة أزد السراة, وهي قبيلة عظيمة من قبائل قحطان.
ولم أقف على قائل البيت والله تعالى أعلم به.
[وأنشد بعده في «أما» بالتشديد, وهو الانشاد الثامن والسبعون]
(٧٨) رأت رجلًا أيما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأيما بالعشي فيخصر
رواه أبو العباس المبرد في «الكامل» في ثلاثة مواضع منه بثلاثة أوجه,