[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الخمسمائة]
(٥٧٩) وصل واسكتن
هو قطعة من القصيدة الشاطبية، وهو:
ووصلك بين السورتين فصاحة ... وصل واسكتن كل جلاياه حصلا
قال أبو شامة: تبين فيه قراءة حمزة، ورمز له بقوله: فصاحة. وتبين قراءة ابن عامر وورش وأبي عمرو، ورمز لهم بقوله: كل جلاياه حصلا. وقد نقل الأهوازي عن حمزة أنه قال: إنما فعلت ذلك ليعرف القارئ كيف إعراب أواخر السور، أي: ووصلك بين السورتين بعد إسقاط البسملة يستلزم فصاحة، ثم بين غير قراءة حمزة ممن لم يبسمل، فقال: وصل واسكتن، وهذا على التخيير، وإلا فالجمع بينهما محال، أي: وصل إن شئت كما سبق لحمزة، واسكت على آخر السورة إن شئت، وبهذا التقدير دخل الكلام معنى التخيير، وإلا ليست موضوعه، وقيل إنها قد تأتي التخيير مجازاً، وجلايا: جمع جلية، مفعول حصل. والهاء ضمير التخيير، أي: كل من أهل الأداء استوضح التخيير، أو ضمير كل، أي: كل من القراء حصل جلايا ما ذهب إليه وصوبه. انتهى. وكذا قال محمد بن الحسين الفاسي، وقال الجعبري: والهاء للتخيير المفهوم من أو، وقال السمين: وقوله: وصل أو اسكتن، أي: أنت مخير وفي فهم التخيير من مجرد هذا التركيب قلق، فإن مجيء الواو للتخيير لم يثبت، وإنما اضطررنا إليه هنا، لأن الإتيان بالوصل والسكت في حين واحد محال. انتهى. وفهم من نصه على من لم يبسمل بين السورتين أن من عداهم من القراء يبسمل بينهما، وقد صرح به قبل هذا بقوله:
وبسمل بين السورتين بسنة ... رجال نموها دربة وتجملا
أخبر أن قالون والكسائي وعاصماً وابن كثير بسلموا بين السورتين، ورمز لهم بالباء والراء والنون والدال في أوائل الكلمات الأربعة.