[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الستمائة]
(٦٥٣) يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
على أن جملة:"يا عنتر" بضم الراء، وتقدير "يا عنتر" محكية بقول محذوف ومفهومه أن فيمن فتح الراء لا يكون كذلك، وليس الأمر كذلك، بل يحتمل وجهين:
أحدهما أن يكون منادى على لغة من ينتظر، فتكون جملة المنادى محكية أيضاً، وقدنص عليهما ابن جني في "المحتسب" قال: من ضم الراء من "عنتر" يكون بتقدير: يقولون يا عنتر، وكذلك من فتح الراء، وهو يريد يا عنترة. انتهى.
والوجه الثاني: أن يكون مفعول يدعون، أي: وينادون عنترة، فيكون الترخيم في غير النداء لضرورة الشعر.
والبيت من معلقة عنترة، وقال الخطيب التبريزي في شرحه: يروى عنتر، بفتح الراء، وهو مرخم عنترة، فيكون ترك ما قبل الحرف الأخير على حاله مفتوحاً، ومن روى: عنتر، بضم الراء، احتمل وجهين أحدهما: أن يكون قد جعل ما بقي اسماً على حياله، لأنه قد صار صرفاً كحرف الإعراب، والوجه الثاني: ما رواه المبرد عن بعضهم: أنه كان يسمى عنتراً؛ فعلى هذا الوجه لا يجوز إلا الضم، هكذا ذكر النحاس، ويجوز أنيكون عنتر في هذا الوجه منصوباً بيدعون. انتهى. وهكذا رأيته في شرح النحاس لهذه المعلقة، قال: أشطان: جمع