للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الأربعمائة]

تجاوزتُ أحراسًا إليها ومعشرًا ... عليَّ حِرَاصًا لو يشرُّونَ مقتلي

على أنَ لو فيه أيضًا مصدرية، والمصدر المؤول من لو والفعل مجرور على أنه بدل اشتمال من الضمير المجرور بعلى، ولم يذكر التبريزي في شرح البيت غير مصدرية لو، والبيت من معلقة امرئ القيس. وقبله:

وبيضةِ خِدرٍ لا يُرَامُ خباؤُهَا ... تمتعتُ مِنْ لهوٍ بها غيرَ مُعْجَلِ

الواو واو رُبَّ، والبيضة مستعارة للمرأة الحسناء، قال الزوزني: تشبه النساءُ بالبيض من ثلاثة أوجه، أحدها: بالصحة، والسلامة عن الطمث. الثاني: الصيانة والستر، لأن الطائر يصون بيضه ويحضنه. الثالث: في صفاء اللون ونقائه، وربما شبهت النساء ببيض النعامة، وأريد أنهن بيض يشوب ألوانهن صفرة، وكذلك بيض النعامة، والخِدر بالكسر: السّتر، ويطلق الخدر على البيت إن كان فيه امرأة، وأخدرت الجارية: لزمت الخدر، وأخدرها أهلها، يتعدّى ولا يتعدّى، كخدّرها بالتشديد والتخفيف، والمعنى: ستروها وصانوها عن الامتهان والخروج لقضاء الحوةائج. وقوله: لا يرام، أي: لا يطلب، والروم: الطلب، والخِباء بالكسر والمد: بيت يعمل من وبر أو صوف أو شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة، والبيت أكبر منه، يكون على ستة أعمدة إلى تسعة، وتمتعت: جواب ربّ، والتمتع: التلذذ بالمتاع، وهو كلّ ما ينتفع به كالطعام والبر وأثاث البيت، واللهو: ترويح النفس بما لا تقتضيه الحكمة. و"غير" روي بالجرّ على أنّه صفة اللهو، وبالنَّصب على أنه حال من التاء. ومعجل: اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>