للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعه أعرابيّ، فقال: هذا يثبط الناس، هلا قال بعده:

وربما ضرَّ بعضُ الناسِ بُطؤُهُمُ ... وكان خيرًا لهم لو أنهمْ عَجِلُوا

فلو كان البيت الشاهد بعد البيت القطامي من قصيدته ما صح استدراك ذلك الأعرابي عليه بالبيت المذكور، لأنه بمعناه، أو هو بعينه، لكن غيرت كلماته. ثم قال الصفدي: وعكس بشار بن برد قول القطامي فقال:

من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهجُ

واختصره سلم الخاسر وجوَّدَ فقال:

من راقب الناس مات غمًا وفاز باللذةِ الجسُورُ

انتهى. وقال ابن عبد ربه في "العقد الفريد" في فصل الرفق والأناة، قال النبي صلى االله عليه وسلم: "من أوتيّ حظَّهٌ من الرفقِ فقد أوتي حظَّهُ منْ خيرِ الدنيا والآخرةِ"، وقالت الحكماء: يدرك بالرفق ما لا يدركُ العنف ألا ترى أنَّ الماء على لينه يقطع الحجر على شدته! وقال أشجع السلمي لجعفر بن يحيى ابن خالد:

ما كانَ يُدرَكُ بالرجالِ ولا ... بالمالِ ما أدركتَ بالرفقِ

وقال النابغة:

الرفق يمن والأناة سعادة فاستأن في رفقٍ تُلاقٍ نجاحَا

وقالوا: العَجَل بريدُ الزّلل، وأخذ القطامي التّغلبي هذا المعنى، فقال:

قد يدركُ المتأني بعض حاجته .. البيت ..

وقال عديَ بن زيد:

قد يُدْرِكُ المُبْطِيءُ مِنْ حظِّهِ ... البيت .. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>