قد يُدرِكُ المُتَأنِّي بعضَ حاجتَه .. وقد يكونُ معَ المستعجِلِ الزَّلَلُ
وربما فاتَ قومًا جلُّ أمرهمُ ... البيت.
وقد راجعت ديوان القطامي، فلم أجد البيت في هذه القصيدة، ولا في غيرها من شعره، وقد أورد السيد المرتضى هذه القصيدة في أماليه "الدّرر والغرر" وليس فيها هذا البيت، وقال ابن قتيبة في ترجمة القطامي من كتاب "الشّعراء": ومما يتمثل من هذه القصيدة بقوله:
قد يَدرِكُ المتأني .. البيت.
ولو كان ذلك البيت منها لذكره معه كما أنشد بيتين معًا مما يتمثل منها، ولا شكّ في أنَّ البيت لغير القطامي، فإنَّه في ذم التأني، وبيت القطامي الذي هو قد يدرك المتأني بعض حاجته في مدحه، وهما متباينان. ومما يشهد لما قلنا أن ابن أبي الإصبع أوردهما في باب العكس والتبديل من "تحرير التحبير" قال: وهو أن يأتي الشاعر إلى معنى لنفسه أو لغيره فيعكسه، إلى أن قال: ومن هذ االقسم قول القطامي:
قد يدرك المتأني بعض حاجته .. البيت، فعكسه غيره فقال:
وربما فاتَ بعض القومِ أمرهُمُ ... مع التأني وكانَ الحزمُ لَوْ عِجِلُوا
انتهى.
ومما يشهد أيضًا ما حكاه الصّفدي في "شرح رسالة ابن زيدون الجمهورية" عند قول عديّ بن زيد العبادي:
قد يُدركُ المبطئ من حظِّه ... والحينُ قد يسبِقُ جُهْد الحريص