وقال: أنشد الكسائي ب "رنبويه"- قرية من قرى الجبل- قبل أن يموت:
قدر أحلك ذا النخيل وقد أرى ... وأبي مالك ذو النخيل بدار
إلا كداركم بذي بقر الحمى ... هيهات ذو بقرٍ من المزدار انتهى نصه.
وقال الصاغاني: ذو بقر: واد بين أخيلة الحمى، حمى الربذة، قال القحيف العقيلي:
فيا عجبى مني ون طارق الكرى ... إذا منع العين الرقاد وسهدا
ومن عبرة فاضت شآبيب أن بدا ... بذي بقر آيات ربع تأبدا
أي: توحش. وقال تميم بن مقبل:
إني رأيتكما يوماً بمنزلة ... ما قامها الحي واحتلوا بذي بقر
قال ابن الكلبي: سمي ببقر ابن جنادة: احتفره. انتهى. والمزدار: مفتعل، من الزيارة، وهو مصدر ميمي، وأراد بالحمى: حمى الربذة، بفتح الراء والموحدة والذال المعجمة، وهي قرية كانت في صدر الإسلام عامرة من جهة شرقي المدينة على طريق حاج العراق نحو ثلاثة أيام.
وقد بسطنا الكلام على هذا البيت بأكثر من هذا في الشاهد السابع عشر بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد السبعمائة]
(٧١٢) عندي اصطبار وشكوى عند قاتلتي ... فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا