للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشار إلى أنَّ المخارم منصوب بنزع الخافض، ويوافقه قول ((القاموس)) أو في عليه: أشرف، وقول صاحب ((المصباح)): أو في على الشيء: أشرف عليه، شبه الموت بمن يربأ فوق مرقب عال لينظر من يمر من أسفل، فإذا رأى من يريده نزل إليه فأخذه. وقوله: لن يرضيا مني .. الخ، قال ابن الأنباري: يريد إنَّ المنية والحتوف لا تقبل منه فلدية، إنَّما تطلب نفسه، وفسر الرهينة ما هي فقال: طارفي وتلادي، والطارف: ما استفاد الرجل، والتالد، ما ورثه عن آبائه، وكان له قديمًا، ويريد: رهينة تكون مني وفاء دون إنَّ يأخذا نفسي. انتهى. والأسود بن يعفر جاهلي تقدَّمت ترجمته في الإنشاد الثالث والخمسين.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

(٣٣٧) كلأنَّا غني عن أخيه حيّاته ... ونحن إذا متنا أشد تغإنَّيا

على إنَّ مراعاة لفظ ((كلّا)) هنا متعين؛ لأنَّ معناها: كلّ منا غني عن أخيه، والضابط انه متى نسب إلى كلّ منهما حكم إلاَّخر بالنسبة إليه لا إلى ثالث تعين إلاَّفراد، قال ابن مالك في قولهم: كلأنَّا كفيل صاحبه، لو ثني الضمير فقال: كلأنَّا كفيلًا صاحبه، لزم الجمع بين تثنية وإفراد في خبر واحد، وفي الأفراد السلامة من ذلك، فكان متعينًا، ولأنَّ إضافة كفيل إلى صاحب، وهو مضاف إلى ضمير ((كلّا)) بمنزلة تثنية فلو ثني لكان بمنزلة تثنيته مرتين. انتهى. والبيت من أبيات أوردها المبرد في أوائل ((الكامل)) لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر أبي طالب رضي الله عنهم وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>