للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون المراد من الأسد: الحارث بن عوف المري، فإنه هو الذي أطفأ نار الحرب بين عبس وذبيان بعد ما جرى بينهما في يوم داحس، وسعى في الصلح بينهما بتحمل الديات مع ابن عمه هرم بن سنان المري، وعلى هذا يتضح الارتباط، ويضمحل ما فسر به أم قشعم من سائر المعاني، ولله الحمد والمنَّة. وقد شرحنا هذا البيت في الشاهد الثاني بعد الخمسمائة من شواهد الرضي. وقوله: جريء متى يظلم .. البيت، قد شرحناه في الشاهد الثالث من أول شواهد "شرح الشافية" للرضي، وترجمة زهير بن أبي سلمى تقدمت في الإنشاد الخمسين.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد المائة]

(١٩٩) إنَّ حيث استقرَّ من أنت راعيـ ... ـه حمى فيه عزَّة وأمان

على أنه قيل: "حيث" خرجت عن الظرفية، وصارت اسم إن، وليس بمتعين، لجواز تقديرها خبرًا، وحمى اسم إن مؤخر، كقولهم: إن عندك زيدًا، وفيه نظر، فإن هذا الحمل غير مراد، وإنما المعنى: إن مكانًا استقر فيها جماعة أنت راعيهم وحافظهم، هو حمى فيه العزة والأمان. والحمى: المكان المحمي من المكروه.

وهذا البيت لم أقف على قائله، ولا على تتمته وقد أورد أبو حيان في "تذكرته" مسائل تمرين في حيث مع إن، فلا بأس بإيرادها، قال: إذا قيل: إن حيث أبوك كان أخوك، رفع الأخ بـ"كان"، وحيث خبر كان، والأب رفع بحيث لنيابتها عن محلين أحدهما خبر كان، والآخر رافع الأب، وإن مبطلة عن كان، والتقدير: إن في المكان الذي فيه أبوك كان أخوك، ويجوز: إن حيث أبوك

<<  <  ج: ص:  >  >>