للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنظره بمعنى أمهله وأخره، وعلى هذين الوجهين يكون لدى متعلقًا بشد، وكذلك على قول من فسر أم قشعم بالعنكبوت، وهو أبو عبيدة، أو بالضبع، كما نقله صعوداء، ويكون المعنى: فشد على صاحب ثأره بمضيعة من الأرض. قال صعوداء: أم قشعم عند الأصمعي: الحرب الشديدة، ومن جعلها العنكبوت أو الضبع فمعناه: وجده بمضيعة فقتله. وقال ابن الأثير في "المرصع": أم قشعم هي: المنية، والداهية، والحرب، والنسر، والعنكبوت، والضبع والذئب واللبوة، وفسر بأحد هذه الأشياء قول زهير: لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم. هذا كلامه.

وقوله: أسد شاكي السلاح .. إلخ. هذا البيت في الظاهر غير مرتبط بما قبله، ولا يعرف متعلق لدى أسد، وقد فحصت عنه فلم أجد من ربطه بما قبله، مع أنه من أبيات علم المعاني، أورد شاهدًا جواز الجمع بين التجريد والترشيح، وقد رجعت إلى "معاهد التنصيص" للعباسي، فلم أر فيه غير هذه الأبيات، ولم يتكلم عليها بشيء، ففزعت إلى قريحتي، وأعملت الفكرة، فأرشدني الله إلى وجهه، وهو أن لدى أسد متعلق بألقت رحلها على تفسير أم قشعم بالحرب، ومعنى ألقت رحلها: حطت رحلها الحرب وسكنت، فيكون الإلقاء عبارة عن السكون والهدوء، كما قال الشاعر:

فألقت عصاها واستقرَّ بها النَّوى ... كما قرَّ عينًا بالإياب المسافر

<<  <  ج: ص:  >  >>