للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل العبسي فقتله بعد الصلح، وحين حطَّت رحلها الحرب وسكنت، ويقال: هو دعاء على حصين، أي: عدا على الرجل بعد الصلح، وخالف الجماعة، فصيره الله إلى هذه الشدة، ويكون معنى ألقت رحلها على هذا: ثبتت وتمكنت، هذا كلام الأعلم في "شرح الأشعار الستة" وتفزع على روايته بالبناء للفاعل، وقال التبريزي في شرح المعلقة: معناه: شد على عدوه وحده فقتله، ولم تفزع العامة بطلب واحد، وإنما قصد الثأر، أي: لم يستعن على قتله بأحد، ونقل صعوداء في "شرح ديوان زهير" عن قوم: أن أم قشعم على هذه الرواية هي أم حصين، أي: فلم تفزع البيوت التي بحضرة بيت أمه، لأنه أخذ ثأره، فلدى على قول الأعلم ظرف متعلق بشدَّ، وعلى قول صعوداء يكون لدى متعلقًا بمحذوف على أنه صفة ثابتة لبيوت، أو حال منه، وروى الزوزني: "ولم يفزع بيوتًا" على أن فاعله ضمير حصين، وقال أي: لم يتعرض لغيره عند ملقى رحل المنية، وملقى الرحال: المنزل، لأن المسافر يلقي به رحله، أي: أثاثه ومتاعه، أراد: عند منزل المنية، وجعله منزل المنية لحلولها فيه، فعلى هذا يكون لدى متعلقًا بـ "يفزع" مضارع فزع بمعنى أغاث أو علم، والمشهور رواية: "فشد ولم ينظر بيوتًا كثيرة" فيكون فاعل ينظر ضمير حصين، ثم اختلفوا، فرواه صعوداء بفتح أوله، وقال: لم ينظر، أي: لم ينتظر، يقال: نظرت الرجل، أي: انتظرته، وعلى هذا يكون المعنى: لم ينتظر حصين أن ينصره قومه على أخذ ثأره، وروى أبو جعفر: ولم ينظر، يضم أوله وكسر ثالثه، وقال: معناه: لم يؤخر حصين أهل بيت قاتل أخيه في قتله، لكنه عجل فقتله، فيكون ينظر مضارع

<<  <  ج: ص:  >  >>