المريّين، ولهذا مدحهم زهير بقوله: لنعم الحي ... وقد تكلمنا على هذه القصيدة، وعلى سببها في الشاهد السادس والخمسين بعد المائة من شواهد الرضي. وقوله: وكان طوى كشحًا .. إلخ، اسم كان ضمير حصين، والكشح: الخاصرة، يقال: طوى كشحه على كذا، أي: أضمره في نسفه، والمستكنة: المستترة، أي: أضمر على غدرة مستترة، وقوله: فلا هو أبداها، أي: ما أظهر الغدرة المسكنّة، ولا تقدم فيها قبل الصلح. وقد شرحنا هذين البيتين بأوفى مما هنا في الشاهد السادس والأربعين بعد المائتين من شواهد الرضي.
وقوله: وقال سأقضي حاجتي .. إلخ، فاعل قال: ضمير حصين، وحاجته: ما كان أضمره في نفسه من قتل عبسي، وورائي، أي: أمامي، وملجم: يروى بكسر الجيم، أي: بألف فارس ملجم فرسه، ويروى بفتح الجيم، أي: بألف فارس ملجم، وأراد بها فرسانها، قال الأعلم: أي: سأدرك ثأري، ثم أتقي عدوي بألف فارس، أي: أجعلهم بيني وبين عدوي، يقال: اتقاه بحقه، أي: جعله بينه وبينه. وجعل ملجمًا على لفظ ألف فذكره، ولو كان في غير الشعر لجاز تأنيثه على المعنى. انتهى.
وقوله: فشدَّ، أي: حمل حصين على ذلك الرجل العبسي فقتله، ولم تفرع بيوت كثيرة، أي: لم يعلم أكثر قومه بفعله، وأراد بالبيوت أحياء وقبائل، يقول: لو علموا بفعله لفزعوا، أي: لأغاثوا الرجل العبسي ولم يدعوا حصينًا يقتله، وإنما أراد زهير بقوله هذا أن لا يفسدوا صلحهم بفعل حصين. وقوله: حيث ألقت رحلها، أي: حيث كان شدة الأمر، يعني موضع الحرب، وأم قشعم: كنية الحرب، ويقال: كنية المنّية، والمعنى: أن حصينًا شد على