تولين يسمين الرقيات. قاله ابن سلام. انتهى. وقد بسطنا الكلام عليه، وذكرنا ما للعلماء فيه من الأقوال في الشاهد الثالث والثلاثين بعد الخمسمائة من شواهد الرضي.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الخمسمائة]
(٩٥١) من حوثما سلكوا أدنو فأنظور
على أن الواو تولدت من إشباع ضمة الظاء، وهو من شعر أنشده الفراء. وهو:
الله يعلم أنا في تلفتنا ... يوم الفراق إلى أحبابنا صور
وصور: جمع أصور، وهو المائل من الشوق، يقال: صار يصور صوراً، بفتحتين، أي: مال، وأصاره فانصار: أماله فمال. ويجوز أن يكون جمع صورة أي: إذا تلفتنا إلى الأحباب عند رحيلهم، فكأننا أشكال وأشباح ليس فينا أرواح، وحوث: ظرف مكان لغة في حيث، وهو هنا خبر أن، وما زائدة، وثناه: أماله، والهوى: العشق، أي: أنا في الجهة التي يميل الهوى بصري إليها، ومن متعلقة بأدنو، وروي في الموضعين أيضاً: حيثما، وروي: يسري، بدل يثني، مضارع، سريت الثوب عني سرياً، لغة في سروته عني سرواً؛ بمعنى: ألقيته.