للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الستمائة]

(٦١٣) إذا غاب عنكم أسود العين كنتم ... كراماً وأنتم ما أقام ألائم

على أن واحد ألائم وهو ألأم ليس أفعل تفضيل، وإنما هو وصف بمعنى لئيم، وأنشد يعقوب بن السكيت للفرزدق في "أبيات المعاني": "الألأم" بالتعريف، وأنشد بعده:

تحدث ركبان الحجيج بلؤمكم ... وتقري به الضيف اللقاح العواتم

وقال أسود العين: جبل، يعني أنكم لئام أبداً لا يزول عنكم اللؤم أبداً، كما أن الجبل لا يزول عن موضعه.

وقوله: يحدث ركبان .. إلخ أي: يتعجب الركبان من لؤمنهم فيطولون [به الحديث، وكذا الحي، يتعجبون من لؤمهم فيطولون] بالليل الحديث به، حتى ينسوا الحلب، فإن طرأ عليهم طارئ في آخر الليل وجد عندهم اللبن لأن لقاحهم لم تحلب لاشتغال أهل اللقاح بحديثهم، ومثل هذا قول الشاعر:

ألا أيها الركب المخبون عرجوا ... على شهد مثل النعام الخواضب

نمتعكم منا بقول نقوله ... يكون حديث القوم عرض السباسب

به يعتم الراعي حلوبة أهله ... ويسري به الساري بأم الكواكب

به: بالشعر، ويعتم: يبطئ. انتهى.

وقد روى القالي في "أماليه" هذين البيتين عن ابن الأنباري، عن أبي العباس أحمد بن يحيى، وذكر تفسيرهما كما تقدم. وقال ياقوت في "معجم البلدان": أسود العين [بلفظ العين الباصرة]: جبل [بنجد] يشرف على طريق البصرة إلى مكة

<<  <  ج: ص:  >  >>