ففتح: جمع ذكرى على خلاف القياس، وقيل: جمع ذكرة على القياس، يقال: ذكرته بلساني وبقلبي ذكرى. والبيت مع كثرة تداوله في كتب الصرف والنحو لم يعرف قائله، والله أعلم.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد الأربعمائة]
(٤٩٤) على ما قامَ يشتمُني لئيمٌ ... كخنزيرٍ تمرَّغ في دَمانِ
على أن ثبوت ألف "ما" الاستفهامية المجرورة لضرورة الشعر، وقول المصنف: والدمان كالرماد وزنًا ومعنى، إلى آخر تفسيره، ورده إنما يصح بعد الثبوت، وإنما الرواية "في رماد" فإنّ رويّ الشعر دال، وإنما الرواة قد حرفوه، وتبعهم أبو علي في "الحجة" وابن جني في "المحتسب" وغيرهما، ورواه صاحب "اللباب" وشارحه القالي "في الدهان" بالهاء بعد الدال، ورواه المرادي في شرح الألفية "في تراب"، ورواه بعضهم "في رمال" وهذا كله خلاف الصّواب، ورواه السكري في ديوان حسان:
ففيم تقولُ يشتمني لئيمٌ
عليه لا شاهد فيه و"على" تعليلة، وقال ابن بري وابن يسعون في شرح أبيات "إيضاح الفارسي": زعم أبو الفتح أن قام هنا حشو زائد، وليس كذلك، لأنها تقتضي النهوض بالشمّ والتشمير فيه كما قال:
لدى باب هندٍ إذ تجرّد قائمًا
فليس هناك تجرد ولا قيام، ولكنّه يريد الجدّ والتشمير. وقال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": فأمّا قول حسان: