وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الثامن والتسعين بعد المائتين.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الخمسمائة]
(٥٧٠) فأصبحن لا يسألنه عن بما به ... أصعد في علو الهوى أم تصوبا
على أن الباء الأولى مؤكدة لـ "عن"، لأنها بمعناها، قال الفراء في آخر تفسير سورة الإنسان: قرأ عبد الله: (وللظالمين أعد لهم) كرر اللام في (الظالمين) وفي (لهم)، وربما فعلت العرب ذلك، أنشدني بعضهم:
فأصبحن لا يسلنه عن بما به .. البيت
فكرر الباب مرتين، ولو قال: لا يسلنه عما به، كان أبين وأجود، ولكن الشاعر ربما زاد ونقص ليكمل الشعر. انتهى. وقال ابن جني في "سر الصناعة": زاد الباء، وفصل بها بين عن وما جرته، وهذا من غريب مواضعها. انتهى.
وأورده ابن عصفور في "الضرائر الشعرية" وصعد في الجبل بالتشديد: إذا علاه، وصعد في الوادي: إذا انحدر، وعلو الشيء، بضم العين وفتحها وكسرها مع سكون اللام في الثلاثة: فوقه، والهوى: ما بين السماء والأرض وهو ممدود، ولكن هنا مقصور للضرورة، والتصوب: النزول والانحدار. والبيت لم أقف على قائله.